الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.سورة محمّد: آياتها 38 آية.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم. .إعراب الآيات (1- 3): {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (2) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (3)}.الإعراب: (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا)، وفاعل (أضلّ) ضمير يعود على لفظ الجلالة جملة: (الذين كفروا أضلّ) لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (صدّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (أضلّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) 2- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (بما) متعلّق ب (آمنوا)، والعائد هو نائب الفاعل (على محمّد) متعلّق ب (نزّل)، الواو حاليّة- أو اعتراضيّة- (من ربّهم) متعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هو، (عنهم) متعلّق ب (كفّر)... وجملة: (الذين آمنوا كفّر عنهم) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (آمنوا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (نزّل) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (هو الحقّ) في محلّ نصب حال من نائب الفاعل وجملة: (كفّر عنهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين آمنوا) وجملة: (أصلح) في محلّ رفع معطوفة على جملة كفّر. 3- (ذلك) اسم إشارة مبتدأ في محلّ رفع... والمصدر المؤوّل (أنّ الذين كفروا اتّبعوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك والمصدر المؤوّل (أنّ الذين آمنوا اتّبعوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول (من ربّهم) متعلّق بحال من الحقّ (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضرب (للناس) متعلّق ب (يضرب).. وجملة: (ذلك بأنّ الذين) لا محلّ لها تعليل لما سبق وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (اتّبعوا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنّ) الأول وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني). وجملة: (اتّبعوا الحقّ) في محلّ رفع خبر (أنّ) الثاني وجملة: (يضرب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (محمّد)، اسم علم مشتقّ من الحمد، من (حمّد) الرباعيّ، وهو على وزن اسم المفعول وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة: الاستعارة المكينة: في قوله تعالى: (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ). حيث شبه أعمالهم بالضالة من الإبل، التي هي بمضيعة، لا ربّ لها يحفظها ويعتني بأمرها. أو جعلها ضالة في كفرهم ومعاصيهم ومغلوبة بها، كما يضل الماء في اللبن. .إعراب الآيات (4- 6): {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (6)}.الإعراب: الفاء لربط ما بعدها بما قبلها برابط السببيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب (ضرب)، الفاء رابطة لجواب الشرط (ضرب) مفعول مطلق لفعل محذوف، وقد ناب المصدر عن فعله بالأمر (حتّى) حرف ابتداء (إذا) مثل الأول متعلّق ب (شدّوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط الثاني الفاء عاطفة للتفريع (إمّا) حرف تخيير (منا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي: فإمّا أن تمنّوا منّا... ومثله (إمّا فداء)، (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (منّا)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تضع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى والمصدر المؤوّل (أن تضع...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بمضمون الأحداث الأربعة: الضرب، وشدّ الوثاق، والمنّ والفداء (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر ذلك الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (لو) حرف شرط غير جازم اللام رابطة لجواب لو (منهم) متعلّق ب (انتصر) بتضمينه معنى انتقم الواو عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له اللام للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ببعض) متعلّق ب (يبلو) والمصدر المؤوّل (أن يبلو...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمركم بذلك الواو استئنافيّة، والواو في (قتلوا) نائب الفاعل (في سبيل) متعلّق ب (قتلوا)، الفاء زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط... جملة: (لقيتم) في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: اضربوا الرقاب ضربا لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (أثخنتموهم) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (شدّوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: تمنّون (منّا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: تفدون (فداء) لا محلّ لها معطوفة على جملة (تمنون) وجملة: (تضع الحرب) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: الأمر (ذلك) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة- وجملة: (لو يشاء اللّه) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف القائم بعد حتّى الابتدائيّة وجملة: (انتصر منهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: أمركم (ليبلو) لا محلّ لها معطوفة على جملة لو يشاء وجملة: (يبلو) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: (الذين قتلوا لن يضلّ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (قتلوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (يضلّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (سيهديهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يصلح) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهديهم 6- الواو عاطفة (الجنّة) مفعول به على السعة، (لهم) متعلّق ب (عرّفها) وجملة: (يدخلهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهديهم وجملة: (عرّفها) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (4) الوثاق: اسم لما يوثق به الأسرى وهو القيد أو الحبل، وزنه فعال بفتح الفاء جمعه وثق بضمّتين (فداء)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فدى يفدي باب ضرب... وفي اللفظ إعلال- أو إبدال- بقلب حرف العلّة- الياء- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله فداي... وثمّة مصادر أخرى للفعل هي فدى بفتح الفاء وكسرها (تضع)، فيه إعلال بالحذف، فهو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه تعل بفتحتين (بعضكم)، اسم للجزء أو القسم أو الطائفة وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أبعاض زنة أفعال. البلاغة: المجاز المرسل: في قوله تعالى: (فَضَرْبَ الرِّقابِ). مجاز مرسل عن القتل، وعبّر به عنه إشعارا بأنه ينبغي أن يكون بضرب الرقبة حيث أمكن، وتصويرا له بأشنع صورة، لأن ضرب الرقبة فيه إطارة الرأس الذي هو أشرف أعضاء البدن ومجمع حواسه، وبقاء البدن ملقى على هيئة منكرة والعياذ باللّه تعالى. وعلاقة هذا المجاز ذكر الجزء وإرادة الكل، فذكر ضرب الرقبة وأراد القتل. الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها). حيث استعار الأوزار لآلات الحرب وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع، ويمكن أن تكون استعارة مكنية، بأن شبه الحرب بمطايا ذات أوزار أي أحمال ثقال، وإثبات الأوزار تخييل. الفوائد: - أحكام الجهاد والأسرى.. اختلف العلماء في حكم هذه الآية فقال قوم: هي منسوخة بقوله: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ). وبقوله: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ). وهذا قول قتادة والضحاك والسدي وابن جريج. وإليه ذهب الأوزاعي وأصحاب الرأي، قالوا: لا يجوز المنّ على من وقع في الأسر من الكفار ولا الفداء، بل إما القتل وإما الاسترقاق، أيهما رأى الإمام ونقل صاحب الكشاف عن مجاهد قال: ليس اليوم منّ ولا فداء، إنما هو الإسلام أو ضرب العنق. وذهب أكثر العلماء إلى أن الآية محكمة، والإمام بالخيار في الرجال من الكفار إذا أسروا بين أن يقتلهم، أو يسترقهم، أو يمنّ عليهم فيطلقهم بلا عوض، أو يفاديهم بالمال أو بأسارى المسلمين وإليه ذهب ابن عمر، وبه قال الحسن وعطاء وأكثر الصحابة والعلماء. وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. قال ابن عباس: لما كثر المسلمون واشتد سلطانهم أنزل اللّه عز وجل في الأسارى (فإما منّا بعد وإما فداء). وهذا القول هو الصحيح، ولأنه عمل النبي صلى اللّه عليه وسلم والخلفاء بعده. عن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال: بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة، فربطوه في سارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه النبي صلى اللّه عليه وسلم. وفي الغد قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال مثل مقالته الأولى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أطلقوا ثمامة فانطلق الى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. واللّه ما كان على الأرض أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ. واللّه ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ. واللّه ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واللّه لا يأتينكم من اليمامة حبة حنطة حتّى يأذن فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. رواه البخاري ومسلم. ويستفاد من قوله تعالى: (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) أن يستمر الجهاد إلى آخر الزمان. فجاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: الجهاد ماض منذ بعثني اللّه إلى أن يقاتل آخر أمتى الدجال. .إعراب الآية رقم (7): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (7)}.الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (تنصروا) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (ينصركم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (يثبّت) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط. .إعراب الآيات (8- 9): {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (8) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (9)}.الإعراب: الواو استئنافيّة الفاء زائدة لمشابهة الموصول للشرط (تعسا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لهم) متعلّق ب (تعسا)، الواو عاطفة، وفاعل (أضلّ) ضمير مستتر يعود على اللّه المفهوم من سياق الكلام جملة: (الذين كفروا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: تعسوا (تعسا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (أضلّ) في محلّ رفع معطوفة على جملة (تعسوا) المقدّرة 9- والمصدر المؤوّل (أنّهم كرهوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك. (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به الفاء عاطفة وجملة: (ذلك بأنّهم كرهوا) لا محلّ لها تعليل للدعاء السابق وجملة: (كرهوا) في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (أحبط) في محلّ رفع معطوفة على جملة كرهوا. الصرف: (تعسا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ تعس باب فرح بمعنى سقط، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد: الجملة المفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه: مثل: زيدا ضربته أو زيدا ضربت أخاه. فجملة ضربت مفسرة للفعل المحذوف المقدّر قبل (زيد) بمعنى (ضربت زيدا ضربته) وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) الذين مبتدأ وتعسا مفعول مطلق لفعل محذوف هو الخبر ولا يكون (الذين) منصوبا بمحذوف يفسره (تعسا) كما تقول: زيدا ضربا إياه وكذا لا يجوز أن تقول: زيدا جدعا له، ولا عمرا سقيا له. بل تقول بالرفع: زيد جدعا له، وعمر سقيا له. لأن اللام متعلقة بالفعل المحذوف لا بالمصدر، لأنه لا يتعدى بالحرف وليست لام التقوية، لأنها لازمة، ولام التقوية غير لازمة وقوله تعالى: (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ) إن قدرت (من) زائدة فكم مبتدأ أو مفعول به لآتينا مقدّرا بعده. وإن قدرتها بيانا ل (كم) فهي مفعول به ثان مقدّم لآتينا فقط. مثل: أعشرين درهما أعطيتك. |